” حكومة الظل ” رواية تحدث عنها الكثيرين ، لن أضيف كثيراً على ما كُتب ، لكنني أردت أن أشيد بالكاتب « منذر القباني » على هذا العرض الرائع ، الرواية مشوقة ، استمتعتُ بها كثيراً ، ما آن تبدأ بأول صفحة منها ، حتى تشعر بالتشويق الذي يأبى أن يجعلك تتركها حتى تنهيها كاملة !
أنصح الجميع بقراءتها ، الرواية بالاضافة الى ما تحمله من التشويق والإثارة ، فهي تحمل العديد من الفائدة بين جنباتها ، فمن يرغب بمعرفة كيفية توغل الجماعات الصهيونيه في الاندلس وكيفيه سقوط الدولة العثمانيه ، بالاضافه الى الغموض الذي تثيره في عملية انتحار ٣ من أبطال الرواية .
هل كانت حقاً عملية انتحار ..؟!
هي تحمل الكثير من الأحداث التاريخية ، لكن أصدقكم الحديث ستستمتعون بها .
هذه الرواية هي أول انتاجات الكاتب ، هناك جزء ثانٍ «عودة الغائب » بإذن الله سأحاول اقتناؤه وقراءته .
شدتني أثناء قراءتي للرواية مجموعة من المقاطع ، أحببت أن تشاركوني بها .
[ 1 ]
شرح له موشي انتماءه لطائفة يهودية تدعى « الناجورني كارتا » يبلغ تعدادها نحو المئة ألف ، كلهم رافضون قيام دولة يهودية خصوصاً في أرض فلسطين لإيمانهم بأن الله قد طردهم منها ولم يعطهم حق العودة إليها
[ 2 ]
” الباحث ” كان الاسم الذي اختاره كعنوان لبريده السري .
فالانسان عند نعيم هو باحث عن شيءما سواء كان هذا الشيء مالاً أو سلطة أو غيرها من الأمور ، ولكن في نهاية الامر هناك شيء ما يحرك شخصاً ما للقيام برحلة بحث قد تطول أو تقصر .
[ 3 ]
كان أسلوب نعيم في المفاوضات ، والذي اكسبه ثقة باقي الشركاء ، يعتمد على كسب ثقة الطرف الآخر أولا . يعتمد في ذلك على محاولة معرفة اهتماماته ، ومن ثم التحدث فيها قليلاً ، والاستماع الى الآخر كثيرا ً .
كان قد تعلم من والده ، الذي كان بدوره من كبار تجار المدينة ، أن يستمع أكثر من أن يتحدث ؛ أذا أراد فهم من امامه ، وحتى يكتشف مفتاح شخصيته التي من خلالها يستطيع الحصول على ما يريده منه .
[ 4 ]
– ” خليل … هل سمعت عن شخص يدعـي تيودور هرتزل ؟ ”
– ” لا .. لا أظنني سمعت بهذا الاسم من قبل ” .
– ” مع الأسف ، الكثيرون لم يسمعوا بهذا الرجل ؛ مع أنه يلعب دوراً خطيراً جداً؛ أخشى على بلادنا من آثاره المدمرة ” .
– ” أقلقتني ، من هو ذا تيودور هرتزل ؟ ”
– “أنه رئيس الوكالة اليهودية الصهيونية “.
– ” الوكالة اليهودية الصهيونية ! ” ردد خليل متعجباً.
– ” نعم .. هذه مؤسسة أنشأها هرتزل منذ عدة سنين هدفها إيجاد موطن لليهود يتجمعون فيه ، وقد جاءتني أنباء ؛ أنه قد قابل السلطان عبد الحميد وطلب منه أن يشتري أرض فلسطين لإقامة وطناً لليهود عليها “.
[ 5 ]
– ” من المهم للشخص أن يعرف مع من يتحدث ، ميول الإنسان في الجوانب المختلفة من الحياة تضفي الكثير على معرفة شخصيته وكيفية التحدث معه من أجل توصيل الفكرة . ألا ترين معي أن أحد أكبر مشاكلنا في العالم أننا لا نجيد فهم بعضنا البعض ؟ ”
[ 6 ]
– ” الدين لا ينبغي أن يكون عائقاً أمام حرية الإبداع ؛ وإلا رجع بنا إلى عصور الظلام ” قالت الراقصة الشهيرة . ” ثم من قال إن الرقص حرام ، أليس الرقص عملاً ، والعمل عبادة ؟ ”
ابتسم نعيم وتذكر في تلك اللحظة قول جدته نقلاً عن جده خليل ” الحرية هي هبة الله لعباده ، وليس حقا ً لهم عليه ” .
[ 7 ]
إذا أردت أن تستقي الحقيقة من أحداث قد جرت ، فعليك أن تتجرد من عاطفتك و وتنزع عنك كل فكر مسبق ، وتنظر إلى الأحداث بعين مجردة ، وتذكر أنه لا يوجد حادث بلا مقدمات .
[ 8 ]
– اليهود ليسوا طائفة واحدة ، بل عدة طوائف . أحد هذه الطوائف تدعى الكبالا . معتقداتها قائمة على كتب التلمود وغيرها مما دوّنها بعض الكهنة عن أقوال أنبياء وكبار كهنه بني اسرائيل على حد زعمهم . الكبالا تعتبر أغمض طائفة يهودية ، فتعاليمها منغلقة إلـي حد كبير على أتباعها ؛ ويقال إنها تعتمد على الكثير من الشعوذة “.
[ 9 ]
– ” إذا سبتاي زيفي هو المؤسس الفعلي للحركة الصهيونية ، فدعوته سبقت دعوة تيودور هرتزل بمائتي عام ” .
[ 10 ]
” من واقع خبرتي إن التفسير البسيط للأمور قد يكون صحيحاً ، ولكنه ليس دائما صحيحا ً ” .
[ 11 ]
– مشكلة البعض أنهم يعيلون الكثير من الأمور على مبرر الصدفة . أتعرف أن الذي أبقانا عبر هذه القرون وجعلنا نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم ، مما كان اسلافنا يحلمون به ، هو أننا كنا نخلق الصدف فنتحكم بها ولا نجعلها هي التي تتحكم بنا . نحن نصنع الأحداث عبر سنوات من التخطيط والترتيب ، ونجعلها تبدو للآخرين كما لو أنها مجرد صدفة فيكون هذا الظن هو سبب هلاكهم .
[ 12 ]
– ” لقد رسا الله عز وجل قاعدة أساسية في حركة تغيير الشعوب ؛ مفادها أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
والانسان لا يتغير حتى يكون راغباً في هذا التغيير ، وعلى أتم استعداد لبذل كل ما بوسعه من أجل التغيير إلى الافضل . وهذا الامر لا ينفي وجود من لا يريدنا أن نحسن أمورنا ونتحول إلى الافضل وعلى استعداد لبذل ما بوسعه لكي نظل على حالنا هذا لأن مصلحته تكمن في ذلك .
[ 13 ]
– ” علمني أبي – رحمة الله عليه – أن الانسان إذا أراد أن يتسلق الجبل ليصل إلى قمته ، فعليه أن لا يعتمد على حبل إنقاذ واحد ، حتى لا يسقط إذا ما انقطع ذلك الحبل “
[ 14 ]
دعني أشرح لك من هم يهود الدونمة .. فهناك طائفة قدطمة من طوائف اليهود معروفة بالسبأيين ؛ نسبة إلى شخصية ، أظنك سمعت عنها … عبدالله بن سبأ ” .
– “صانع القتنة الكبرى “.
– ” هو بعينه . لقد أدرك عبدالله بن سبأ أن الطريقة الوحيدة التي تمكنه من مقاومة المدّ الإسلامي ، الذي قضى على نفوذ اليهود في المدينة المنورة وفي خيبر وفي اليمن ، هو أن يفعل ما فعله بعض أهل المدينة المنورة عند قدوم الرسول عليه الصلاة والسلام ”
– ” تقصد التظاهر بالاسلام ” .
– ” نعم ، النفاق
الكاتب : د.مندر القباني « روائي سعودي »
السعر : ١٩ ريال
عدد الصفحات : ١٧٣ صفحة
الطبعة الثانية ١٤٢٨ هـ – ٢٠٠٧ م
الدار العربية للعلوم – ناشرون ش . م . ل
الرواية متواجدة بجرير .