في آخر ليلة من العشر الوسطى في رمضان ، دعتنا الأستاذة الغالية [حبيبة المبارك] – ولها من إسمها الكثير – إلى منزلها لنتشارك سويًا جلسة حوارية موضوعها كان عن فضل أسماء الله الحُسنى ، وإختارت تحديدًا اسم الله ( الودود ) وكم إندهشت مما يحمله هذا الإسم في داخله من أمور عظيمة لم أكن أدركها بهذا الشكل المتعمق. سأدون لكم هنا شيءٌ جميل وهو أكثر ما علق بذهني من حديثها الممتع ، ذكرت لنا أن أفضل طريقة لنعرف بها الله سبحانه تكون من خلال أسماءه ، فالودود تأتي من كلمة ( الود ) أي الحُب ، وكلمة حب في اللغة تأتي من 4 أمور :
1– حبب الأسنان : من صفاءها وبياضها ، وتعني أن المحب يكون قلبه صافٍ ونقي .
2– أحب البعير : أي ذلل البعير وكأن المُحب خاضع لمن يُحب .
3– محبب القرط : القرط من صفاته أنه متحرك وليس ثابت ، وهي تفيد بأن قلب المُحب مُتقلب تارة في منزلة التوكل / الرجاء / الخوف وهكذا .
4- الحَب ( النواة ) : من عادتها الإنبات وإخراج الثمار، وكذلك المحب فهو له أعمال تظهر ، وتدل على صدق حُبه .
كما نعلم لا يوجد إنسان لا يذنب أو لا يُخطيء أبدًا ، فكل إبن آدم خَطاء ، لكن هناك فرق بين من يندم ويتوب، وبين إنسان قلبه عاصٍ ويدعي بعد ذلك بأنه يُحب !
* لكن هل الود هو الحب ؟
هل هناك أسماء في اللغه حتى لو كانت مترادفة يمكن لها أن تعطي ذات المعنى تمامًا ؟ ذلك أمر يستحيل، إذن فالود ليس هو الحب كما نعتقد !
[ الحب ] : مشاعر مستقرة في القلب .
[ الود ] : العمل المترجم لهذه المشاعر (لهذا الحب ).
الودود تعني أن الله مُحب لمن تاب وأناب إليه ، فالله هو المستحق للود ، وهو سبحانه من يَخلق الود في قلوب عبادة . الكون كله ترجمه لود الله لنا ، لأعطيكم مثالًا بسيطًا على ذلك : خَلقُ الله للزهور ، هل هي ضرورية ؟ هل الإنسان يستحيل له أن يعيش بدونها ؟ الإجابه قطعًا هي ( لا ) ، لكن خلقها سُبحانه ليستمتع الإنسان بها ولتبتهج روحه بجمالها و طيب عبيرها، كذلك الأمر مع ألوان التفاح وأنواع الأسماك … فقد كان يكفينا نوع واحد ، لكن كل ذلك من ود الله ودلاله لنا .
*كيف يكون لي حظ من اسم الله (الودود) ؟
الودود من العباد : هو من يريد الخير للعباد ، أي عندما أعاملهم بالحسنى وأتمنى لهم الخير ، حتى لو كانوا سببًا للأذى ، قال الرسول : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه ) لاحظوا بأن الرسول الكريم قال ( لأخيه ) عممها ولم يحصرها بالأخ المسلم فقط . كذلك الرسول عليه الصلاة والسلام لم يدعُ على قريش برغم إيذائهم وتعذيبهم له ، وإنما إكتفى بقوله : ( اللهم إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) !!
أخيرًا أختم حديثي بعبارة عظيمة تستحق التفكُّر، وهي : [ أنّ سُوء العباد لا يحجُبه عن وِد الله لهم ] !